خاطرة (1) كلمات والدي لي و كلماتي لم يطيقوا الفراق فامتزجا بكل فخر ..
تعانقي أيتها الكلمات وتآلفي ، فما أريدك إلا أن تسوقي لأجله أكمل العبارات .. ولا أدري لماذا أتلهف لتكوني في أجمل حلة و أبهى صورة..فاكتبي مايريد ولاتبخسي بحقه حرف ولا نقطة أو يزيد ..
من تلك الابتسامه و ذلك القلب الضعيف .. تحدثت المشاعر وانسابت الكلمات من فمه كالقطرات انسيابها من يد الساقي ..
ابنتي كم تمنيت أن أجلس في مقدمة الحضور و يعتريني لتخرجك أجمل شعور ..
فأنتظرك لتطلي علي بكل براءة ، فأصفق ولا أدري أأقف إجلالا لتميزك ، ومن ثم أنظر لآخر خطواتك و من بعد أرحل ..
كم تمنيت أن أراك و أنتي مرتدية فستان زفافك و تقطر دمعاتك على صفحات خديك لا تستطيعين الوداع .. فأنزاح قليلا لأبكي على وداعي تفاصيل تلك الحياة و أكتفي معك بسويعات أقضيها معك فترحلي فيتمزج حناني بحنان ذلك الرجل ..
وكم تمنيت أن أكون بقربك كما يقربك الدم ..،فأحس بحزنك فأغطي شعور ذلك الحزن بابتسامة أمل من ثغز حزين انتصر عليه الوداع ومع ذلك شع بابتسامة ليطمس كل معنى لأحزانك ..
حرب المشاعر جعلت مني إنسان أفضّل الرحيل ، فالحب يا ابنتي ملأ الفؤاد وصادر الأحباب فكنتي من بينهم مضغة على جانب الصدر تنبض .. و إنَ خوفي من أن أفقد تلك المضغة جعلني أبدأ بتحزيم أمتعتي مستعدا للسفر إلى عالم تهجره الأجساد و تحيا به الأرواح ..
غاليتي أراك مبدعة.. قد صحبتي الإصرار عزما على تحقيق الأماني .. كما قد جررتي العزم بإصرار حتى تبلغي ذروة المعالي ..
أشكر فيك كل ماعملتي فقد أعليت هامتي بفخر إلى مكان فاق لمعان تلك النجوم ..أشكرك يا ابنتي من أعماق قلبي .. فالمديح لايعرف فلسفة حبي لكي .. لذا أكتفي برسم صورة لاتشبهك و لكنها أنتي .. صورة من صميم فكري تخيَليها يا ابنتي .. أغمضي حبيبتيْك و اسمعيني : صورتك في عالمي سماء في بطنها نجوم وكواكب ، وأرض تعلوها الجبال الشم ، و طفلة على أعتاب الوادي تبتسم في وجه الشمس ..
فأنتي تلك السماء بما حوت.. والأرض بما طوت.. والطفلة هي أحلامك التي لازالت صغيرة كعمرك البهي تكبر كلما نظرت إلى عظمة تلك الشمس ..
على رسلك يامهجتي .. لما هذه الأمنيات .. قل يا من كنت لجسدي أجمل روح..قل لي ماذا دهاك ؟ ؟
أبي أنت قلبي بل قلبي بقلبك.. ولدت نصف إنسان لايكلمني إلا أنت .. أعيش في هذه الحياة لا أبالي بنفسي وأنت بقربي , إن غابت أحلامي فأنت حلمي ..وإن أضنتني الأسقام ففراقك جل سقمي ..
أبي لاتنثر الألم على صرح مشاعري ، سوف تكون أول الحاضرين لحفل تخرجي و بكل ثقة أقولها : أنت أجمل كلمة في هذه الحفلة.. وسوف يشرفني أن تتسلم شهادتي بدلا مني لأنك أنت من بناها فشيدها .. فيتنهي الحفل ولاتنتهي فرحتي ..أحبك يا أبي فكيف لك أن تودعني في يوم زفافي .. صدقني يا أبي سيكون أجمل يوم لكن حتما سأجد في مقلتيك دموع لم أعهدها ..
بهمس حزين وبروح لاتقوى على البقاء أرهقتني نبرة الوداع :
يا ابنتي الغالية ماذا تقولين لو استفتوك بعارية ، قطعا سيكون الجواب ::: لا بد أن تسترد..
فما أجمل أن أكون ذكرى في سجل قلبك الغالي , في كل مناسبة افتحيها لتريني أحيِيِك بابتسامة المشتاق , وتخيلي موقفي كيف سيكون ثم ابتسمي بكل ثقة ,فأنا دائما بجانبك..
أحبك يا ابنتي , فأنت الكيان الذي بحتويني , و المسكن الذي يؤويني , و لكن سامحيني يا هديل .. فالروح تاقت إلى ذاك الرحيل ..